د. فراس عبدالسلام النقشبندي
ترجمة: د. مشعل الشهري
أصبحت الإنسانية على مفترق طرق، وصار العالم متصلاً أكثر من أي وقتٍ مضى. المعلومات وكذلك الناس صاروا يتنقّلون بسرعة مذهلة متجاوزين الحدود مع تقدم الوقت. لكن هذه الوتيرة المتسارعة في الحركة قد أنشأت حركةً مضادة. تنشئ باستمرار مثل الموج عبر ذلك كله أفكار متقابلة مثل القومية في مقابل العالميّة والنظر للداخل مقابل النظر للخارج و الأنا في مقابل النحنُ. الخطوط ترسم بدرجات متفاوتة من الاندماج، والنتيجة أن البشر يتم تصنيفهم وتقسيمهم في مجموعات عن طريق أنفسهم والآخرين.
بشكلٍ ما، لاتعد حقيقة تصنيف الناس مفاجِأة على الإطلاق. فالدماغ البشري في المقام الأول ربما ينظر له كـ "جهاز للتعرف على الأنماط". وهذه بالفعل هي الطريقة التي نتعلم بها وبالتالي الطريقة التي نتكيّف بها من أجل البقاء. والدماغ عمومًا لديه نزعة لما سمّي بالبخل المعرفي. بمعنى آخر، يحاول الدماغ الحفاظ على طاقته بتوفير قوة المعالجة باستخدام "اختصارات ذهنية". لسوء الحظ فإن الزيادة في سرعة المعالجة عادةً ما تعرضها لمزيد من الأخطاء، بمعنى أن اكتساب السرعة يأتي على حساب الدقة. هذه واحدة من النظريات التي توضح كيفية نشوء التحيّز. يمكن تعريف التحيّز على أنه الميل إلى التمسك بالنظر للأمور بفهم مجتزئ معين دون اعتبار لأي طريقة أخرى. في هذا السياق التحيز قد ينظر له كضدّ للتعاطف.
من الجدير بالـذكر أن مصطلح "التشوهات المعرفية" المستخدم عن طريق المعالجين السلوكيّين ربما يعتبر توصيفًا لما هو أساسًا إمّا نوع من أنواع التحيز المختلفة أو أحد مقدماته، حيث أن هذه التشوهات تتداخل مع قدرة الشخص على تبني وجهة نظر متوازنة مما ينتج عنها "أخطاء في الحكم". وفي هـذا السياق، يتأثر هذا التحيّز بكلًّا من السلوك والمشاعر. التشوهات المعرفية المسمّاة ب"القفز إلى النتائج" يمكن اعتبارها أمثلة لكيف يمكن لمحاولة الاستنتاج أن تقود إلى أخطاء. ومن الجدير بالدراسة على نحوٍ خاص، التشوه المعرفي المسمّى ب"قراءة العقل" حيث أنّ له علاقةً بالتعاطف من جهةِ أنه يعدّ محاولةً فاشلةً في استنباط مشاعر الآخر وأفكاره ونواياه من خلال سلوكياته ومشاعره الظاهرة. " فجوة التعاطف ساخن-بارد" هو مصطلح آخر يستحق الدراسة، وهو مصطلح أطلق على نزعة الناس للتقليل من أهمية مواقفهم وسلوكياتهم تحت تأثير "الدوافع الحشوية". الدوافع الحشوية هنا تشير إلى أشياء مثل الجوع أو العطش أو الألم أو المشاعر القوية. تم استخدام "فجوة التعاطف" هذه في دراسات عدة لتعليل أسباب ظواهر مثل التنمّر والإدمان حيث افترضت أن التفهّم الإنساني "معتمدٌ على الحال". في هذا السياق، الدافع الحشوي يضع الناس في حالة "ساخن"، نقيض حالة "بارد".
"الحيل الدفاعية" التي يتحدث عنها المحلّلين النفسيّين من الممكن أن ينظر لها كعمليات منتجة للتحيّز. وحيث أن الهدف الأساسي هو حماية "الأنا" من القلق، يتم الوصول لهذا الهدف من خلال طرق مختلفة من تمحيص المعلومات حتى إن كان ذلك يحدث على مستوى اللاوعي. والنتيجة تتداخل مع قدرة الشخص في الحفاظ على وجهة نظر متوازنة أو متّسقة مع الحقيقة.
الحديث عن التحيّز مثمر للغاية حيث أن التحيّز مرتبط بمفاهيم مثل التعصّب والتمييز عندما ندخل إلى المحادثة مجموعات من الناس وطريقة تواصلهم مع بعضهم البعض "ديناميكيّات المجموعة". مع ما شهده العالم من الفظائع التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية، بات العلماء مهتمّون جدًّا بدراسة ومعرفة دوافع تلك السلوكيات. تجربة ميلقرام الشهيرة عن الطاعة العمياء لرموز السلطة هي غالبًا أكثر تلك المحاولات وضوحًا لمعرفة تلك الدوافع. ولمحاولة فهم الصراع، قدّم علماء النفس الاجتماعي عدد من النظريات التي تشمل نظرية الصراع الواقعي ونظرية الهوية الاجتماعية ونظرية الهيمنة الاجتماعية وكذلك نظرية تصنيف الذات.
نظرية الصراع الواقعي تفترض أنه عندما تقوم مجموعتين مختلفتين بطلب ذات الموارد المحدودة، ينتج عن ذلك صراعًا و تنميطًا سلبيًا وتمييزًا. وفي الجهة الأخرى، تفترض أيضًا أن التنميط والصراع يمكن اختزاله في مواقف تطلب فيها المجموعات انتزاع "هدف المكانة المتفوّقة"، وهذا بالتأكيد هدف جمعي لايمكن الوصول إليه إلا بمشاركة المجموعتين المتقابلتين. السياسيّين والقادة استخدموا هذا الهدف لعقود من الزمن للاحتفاظ بالسلطة والقوة داخل مجموعاتهم عن طريق تسمية "المجموعة الأخرى" بالعدو مع تمحور تحقيق هدف المكانة المتفوّقة حول هزيمة العدو.
على النقيض تمامًا، نظرية الهوية الاجتماعية تفترض أن الصراع يمكن أن يبدأ عندما يتم تصنيف الذات لمجموعة معينة وتصنيف الآخر لمجموعة أخرى. حيث التركيز هنا غالبًا على الهوية الاجتماعية بدلاً من الموارد.
ولكن كيف يمكن لأيٍ من هذه النظريات أن يجيب عن سؤال كيف يمكن للبشر أن يقوموا بهكذا أفعال متطرفة كاغتصاب وقتل وتعذيب الملايين من أبناء جنسهم؟ يبدو منطقيًا أن نفترض أن عملية التفرقة بين المجموعات لابد أن تتم قبل هذه الأفعال. في عملية التعريف "نحن" في مقابل "الآخرين" يبدأ نمط من التصنيف المتطرف بالظهور، "الخير" مقابل "الشرّ" أو حتى "الإنسان" مقابل "الشيطان". بشيطنة "الآخر" و نزع أي إحساس بالتقارب أو الانتماء لذات المجموعة، يتم تمهيد الطريق لحدوث الفظائع، وهذا التحوّل ناتج عن تعليق التعاطف.
كلمة التعاطف في اللغة الإنجليزية تم استخدامها لتوصيف عدة ظواهر مرتبطة ولكن مختلفة عن بعضها البعض. قدم عدّة نفسانيّين و علماء أعصاب تقسيمات فرعية مختلفة، ولكنّ اثنين منهم يستحقّان الذكر هنا: التعاطف المعرفي و التعاطف الوجداني.
التعاطف المعرفي يوصّف قدرة الإنسان على وضع نفسه مكان الآخر، وقد تمّت الإشارة إليه عند نقاش "نظرية العقل" وكذلك "العقلنة". أما التعاطف الوجداني فيوصّف قدرة الإنسان على التأثّر بمشاعر شخص آخر، باستجابة شعورية مناسبة -في الوضع المثالي بطبيعة الحال-. مصطلح العدوى الشعورية يستخدم لتوصيف هذه الظاهرة ، والمرتبطة بالخلايا العصبية المرآتية.
في دراسة قام بها سيمون جي ، تم التوصل إلى أنه في الحقيقة يوجد جهازان عصبيّان تشريحّيان مسؤولَان عن كلّا من الظاهرتين. حيث خلص العلماء إلى أن منطقة برودمان ٤٤ في الدماغ مسؤولة عن التعاطف الوجداني بينما وجدوا أن منطقتيّ ١٠ و ١١ مسؤولتان عن التعاطف المعرفي.
هذا التقسيم الفرعي يعدّ ضروريًا عند متابعة الأمراض النفسيّة المختلفة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم رصد استجابات تعاطف غير مناسبة في مرضى التوحّد و عدد من أمراض الشخصيّة والفصام واضطراب ثنائيّ القطب. فأثناء نوبة الهوس يُلاحظ أن هناك نقصًا في مستوى التعاطف المعرفي ولكن مع زيادة في مستوى التعاطف الوجداني. وفي اضطراب الشخصيّة المعادية للمجتمع، التعاطف المعرفي قد يكون طبيعيًا بل وربما يتم توظيفه للتلاعب وتحقيق أهداف شخصية، ومع انعدام التعاطف الوجداني يؤدي ذلك لانعدام الندم.
عند الحديث عن التعاطف، لابد أن يأتي الذكر على هرمون الأوكسيتوسين. هذا الهرمون يتم إفرازه عند بعض الأنشطة مثل الرضاعة الطبيعية و الاحتضان، وهو ضروريّ لتوطيد شعور الارتباط. أهمية التلامس جلدًا بجلد والشعور بالأمان لنموّ الطفل في مرحلة مبكرة تم إثباتها وهو مهم لكلّا من الصحة الجسدية والعقلية. ومع جاذبية فكرة الإشارة إلى الأوكسيتوسين على أنه "هرمون الحبّ" الذي يفتح باب التعاطف، إلّا أن الدراسات قد وجدت نتائج مختلطة عندما تم التدخّل باستخدام الهرمون. ومن الشيّق ذكره، أنه على الرغم من النظر للأوكسيتوسين كهرمون مهم في توطيد شعور الارتباط الزوجي في الإناث، إلا أنّه في الذكور لايبدو بتلك الأهمية التي يحظى بها الهرمون الآخر المشابه له تركيبيّا الفاسوبريسين.
وعلى الرغم من الانفجار البحثي في دراسة التعاطف من خلال مختلف العلوم، فإنه لا يكاد يذكر في مجتمع الطب النفسي. في رأيي الشخصي كطبيب نفسيّ، فإن تدريبنا قد افقتر بشدة للتعرض لمفهوم التعاطف، ليس فقط من خلال الدراسة الأكاديمية بل وحتى عمليًا على مستوى التدريب الإكلينيكي في برامج التدريب نفسها. نشأ اهتمامي بآثار الضغوط على التعاطف والتحيّز عندما كنت أحاول موازنة متطلبات العمل كطبيب مناوب كان عليه أن يدير ليس فقط الضغوط الناتجة عن رعاية المرضى بل وحتى الضغوط من موظفي المستشفى الآخرين وكذلك ضغوط إدارة المستشفى هي الأخرى. كان متوقعًا مني أن أكون حاضرًا بكل حواسّي ومتفهّمًا لاحتياجات المريض وفي نفس الوقت حاضرًا ومتفهّمًا لاحتياجات الموظفين في وحدات الطوارئ أو في أجنحة التنويم. عمومًا لا أحد يهتمّ بالحديث عن كمية الضغوط التي تقع على عاتق الطبيب المقيم أو كيف لتلك الضغوط أن تؤثر على قدرته على العناية بالمرضى وذلك -مجدّدًا- بسبب افتقار التعاطف غالبًا.
ما تمخّض عن كلما سبق الحديث عنه هو أن جوهر كل هذه التجارب والنظريات الآنفة الذكر من مختلف العلوم ثلاثة مفاهيم "عناصرية" تتفاعل باستمرار مع بعضها البعض وهي: الضغوط والتحيّز والتعاطف. هذا الإدراك قادني لتصميم ما أسميته "دائرة الكرب والتعاطف".
ببساطة فإن دائرةً شرسة تنشأ من التعرض للضغوط تقوم بكلًّا من تعطيل التعاطف وتشجيع التحيّز. ممّا يقود إلى زيادة الأخطاء ممّا ينتج عنه زيادة الصراعات وبالتالي زيادة الضغوط. ربّما يبدو هذا تبسيطًا مفرطًا للأمور من أول نظرة، تحديدًا عندما ندرك أنه في بعض الأحيان قد ينتج عن زيادة التعاطف مزيدًا من الضغوط كذلك . خصوصًا أن الإفراط في التعاطف والقلق على الآخرين قد يكون ضاغطًا للدرجة التي ينتج عنها -إلّم يدار بشكل جيد- نزعةً لحماية الشخص الذي نشعر تجاهه بالتعاطف والدفاع عنه بانتهاك حقوق الطرف الثالث المعتدي على الشخص المعنيّ بتعاطفنا. والصراع في الشرق الأوسط يظهر كمثال واضح على كيف للإدراك بأن مجموعة من الناس قد تم ظلمهم أن يدفع فردًا من مجموعة أخرى للشعور بالحاجة لعمل شيئًا ما حتى ولو كان ذلك الفرد غير متأثر مباشرةً. وعمومًا لو طبقنا ما تعلّمناه حتى الآن حول المجموعات من الناس فسيتّضح لنا جليًّا أن المشكلة هنا هي التصنيف "نحن" في مقابل "هم". ولهذا السبب أدفعُ حُجّتي بكل قوّة وراء فكرة أن التعاطف يجب أن يمتدّ ليشمل كل البشرية ليس فقط المجموعات المختارة التي نعرّف أنفسنا بالانتماء إليها في لحظة التعرض للضغوط.
لتحليل هذه العلاقة أكثر في ضوء ما راجعناه لحد الآن أودّ الافتراض بأن معظم البشر يتأرجحون على الدوام بين طرفين. فمن جهة -أود الاعتقاد بأنها الافتراضية- معظم البشر هم كائنات متعاطفة في حالة مدفوعة بالعقل الثدييّ والأوكسيتوسين والقشرة الأمامية والجهاز الباراسمبثاوي. فهم قادرون على الارتباط على مستوى التعاطفين المعرفي وكذلك الوجداني وهنا يفرض السلوك الاجتماعي والإيثار وجوده.
ومن جهةٍ أخرى يظهر تحوّل مقابل للحفاظ على الذات في لحظة مواجهة الضغوط سواءً كانت ضغوط حقيقية أو محسوسة فقط. مدفوعةً بالعقل "الزواحفي" و اللوزة الدماغية والمحور الوطائي النخامي الكظري وكذلك الجهاز العصبي السمبثاوي ، تسود حالة تهتم فقط بالحفاظ على الذات. لا ينبغي أن تفاجأنا حقيقة أنه في حالة الكر و الفر يتحول العقل إلى وضعية تنادي بالإحتياج للتصنيف الفوري: " صديق أم عدو؟" التحيّز يبلغ هنا أقصاه والأخطاء تحدث بتكرار ولكنها تحدث غالبًا في سبيل البقاء، وبالطبع يتم الإفراط في تصنيف الآخرين كأعداء أو كأشخاص يشكلون تهديدًا. هذه الحالة المتحيّزة هي مجددًا القطب المقابل للحالة التعاطفية والتي ينكمش فيها اهتمام الشخص الأساسي -في شكلها المتطرف- ليشمل نفسه فقط.
أود الافتراض بأنه ربما توجد بين هذين النقيضين دائرة اسمها "دائرة الثقة" أو دائرة الاندماج بين المجموعات والتي يزداد انكماشها طرديًا مع كمية الضغط المُتلقّى. وهذا مجددًا يمكن ملاحظته في الصراعات مثل الحرب الأهلية الأمريكية حيث كان من الممكن أن تجد عضوين من مجموعتين دينيتين مختلفتين مرتبطين في زواج سعيد قبل الصراع، ولكن ما إن شبّت الحرب حتى تفرق الاثنان و اضطر كلُ من هما أن يصطف مع مجموعته في هذا الصراع. فالتواؤم الوطني هنا تفتّت و انكمش الانتماء ليشمل فقط أعضاء من مجموعة دينية معينة.
الاحتياج لتخفيف الضغط النفسي لن يتم الحديث عنه هنا بإسهاب بحكم أنه قد تمت دراسته ومناقشته بكثافة.لكن يجب أن يذكر أن آثار الضغط النفسي على الصحة الجسدية والنفسية على حدٍ سواء في الأطفال قد تمت دراستها وتوكيدها في دراسة أحداث الطفولة العكسية Adverse Child Event study. كذلك فإن الضغط النفسي المزمن تمت دراسة وتوكيد علاقته السببية بالمرض العقلي عن طريق العديد من الطرق والتي تشمل تأثيره على عملية الالتهاب وكذلك موجات ديلتا للنوم. والجدير بالذكر أن الأوكسيتوسين يظهر أنه أيضًا يقلل عملية الالتهاب.
الاحتياج كذلك للعلاقات الإنسانية ذات المعنى تم إثباته في أطول دراسة عن السعادة تم عملها على الإطلاق : دراسة هارفارد عن تطور البالغين. والتعاطف هو بوابة الوصول لهذه العلاقات. صدمات الطفولة المبكرة تم إثبات أنها تؤثر في القدرة على التعاطف. عند توظيف التعاطف لتصوّر المخطط الذهني لطفل معنّف أو مُهمل، لا نجد صعوبة كبيرة في رؤية السبب وراء تركيز هذا النوع من الأطفال بشكل أساسي على راحتهم ومصلحتهم مقابل راحة الآخرين من حولهم. فقد تعلموا في سن مبكّرة أن هذا العالم مكانٌ خطِر. ويلاحظ كذلك أن قدرتهم على تهدئة أنفسهم تكون محدودة.
وأخيرًا، فإن التعاطف أيضًا هو بوابة الإيثار. وقد وجدت الكثير من الدراسات حول تأثير الإيثار الإيجابي على تخفيف المعاناة النفسية والتي تشمل الاكتئاب والقلق والأعراض النفسجسدية.
في الختام، يساهم الضغط في تفعيل التحيّز و تعطيل التعاطف. وفيما يظهر أن هذه العلاقة ربما تكون واضحة و سهلة الفهم، لكن التحدي هنا أن نكون باستمرار واعين بها إلى الدرجة التي يسهم فيها هذا الفهم إلى التأثير عمليًا في حياتنا اليومية. الفهم الأعمق لهذه العلاقة والغرض من وراءه عمليًا يمكن أن يُدرّس للأطفال في المدارس أو يُقدم في دورات قصيرة أو ورش عملية للبالغين في مختلف المجالات. تمرينات الحضور الذهني و لعب الأدوار و كيفية فحص تحيّزاتنا باستمرار ينبغي أن تكون هي محور التركيز. بعض المهارات أيضًا في هذا الشأن من الممكن تعليمها للأطفال منذ سن مبكرة عن طريق القدوة الأبوية.
المزيد من الاختلاط والتعايش بين المجموعات المختلفة وكذلك التواصل المفتوح لهم تأثيراتهم الكبيرة من مستوى الفصل الدراسي وحتى مستوى العلاقات الدولية. والتحول لنظرة شمولية عالمية لكل البشر كمنتمين لذات المجموعة بغض النظر عن جنسياتهم و أديانهم وأعراقهم التي ولدوا منتمين إليها بدون اختيار هو الهدف الأسمى والأهم.
هذا الفهم ضروري لتحقيق معنى أن تكون إنسانًا. التأثيرات تمتد من تفاعلاتنا الشخصية اليومية وحتى السياسات العالمية، و كيف يمكننا الارتباط ببعضنا كنوع بشري واحد. آمل أن يلعب هذا العمل دورًا في تحضير الأجيال القادمة لكيفيةٍ أفضل في التعامل مع أي ضغوط سواءًا محسوسة فقط أم حقيقية تقدم تحديًّا لعرقنا البشري المتنوع الجميل.